الأحد، 28 فبراير 2016
الثلاثاء، 23 فبراير 2016
لا أعلم كيف يُزهر الربيع في الشتاء لحظة ألمحُ في عيناكٓ نظرةُ اشتياق . كيف لك بأن تقلب موازين هذه الحياة بكلمة تتفوّه بها دون مبالاة . كيف تنتقي الحرف الذي يهلكني؟
كيف لك أن تصنع ذلك الشعور داخلي دون أيّ جهد يرهقك . كنتُ مؤمنة يوماً بأننا نحب من نشبه ويوم أحببتك أدركتُ أننا نشبه من نحب فبرغم كل هذه الأختلافات التي تجمعنا و تعذّبني لم أرى يوماً أنها عائقاً أمام حبي لك فأنت ببساطة تجمع كل تناقضاتي بقبضة يدك دون اكتراث . و أنا أعلم يا صديقي أنك تفعل ذلك دون مبالاة ولكنّي برغم ما أنت عليه من سكون ما زلتُ أحلمُ ان تكون يوماً لي . إن سألتني عن ذلك ، سأقول لأنك لستٓ إنساناً عاديّاً يمّر فوق سطح ذكرياتي ولا رجلاً تقليدياً يتجرأ تاريخي نسيانه ولست توأمي المشابه . أنت اختلافاتي و تناقضاتي ، هذياني و كتاباتي ، فرحي و خوفي ، جرأتي و موسيقاي . ولكن الموجع يا صديقي أنك أقسى عليّ من أي شَيءٍ في هذا الكوكب , أعلم أن الحياة خدشتك كثيراً و ربما كسرتكٓ يوماً ، ولكن لماذا يتعين عليّ أن احتمل كل هذه القسوة كأنّك تُكفّر خطيئات الحياة بي . مدركة تماماً انك تخفي ذلك الطفل الذي بداخلك خلف رجولتك التي تربكني..الطفل الذي يدفعك إلى الإقتراب و تردّه تمنّعاً و خوفاً من أن تفقد ذاتك في الحبّ.ولأنك رجلاً مختلفاً أعترف أن أجمل ذنوبي يوم احببتُك.
الاثنين، 15 فبراير 2016
إلى أمي الحبيبة التي لطالما سهرت الليل لتضم اسمي بين دعائها و تلّح فيه ، إلى أبي الذي كان يحاول جاهداً بأن يبعد كل العثرات عن طريقي وحتى انه نجح في ذلك ، إلى رائحة حناء جدتي التي اشتاقها كثيراً، إلى أخوتي الذين كان هزلهم دائماً ما يصنع يومي الى كل الأصدقاء الأوفياء الذين دفعوني للوصول الى ما احلم به إلى كل الأغنيات التي قذفتني لعالم آخر إلى كل الوجوه العابرة التي خذلتني يوماً و تركتني وحيدة في مهب الورق ولكنها جعلت مني إنسان لا يخشى الموت إلى كل ضحكات الأطفال الأبرياء التي تأخذني دائماً الى عالم لا حزن فيه إلى الأصوات الحرّة التي لم تصل الى الكون بأكمله بعد الى الكتابات الرائعة التي لم يحظى احد بقرائتها الى الروائح الزكية التي لا زالت تعصف بذهني على شكل ذكريات غير منسية إلى النصوص الجميلة التي قرأتها يوماً ولا زالت محفورة في ذاكرتي الى الرسائل التي لم تصل بعد إلى الموسيقى التي تأخذني لعناوين مجهولة ورغم ذلك لا اشعر بالضياع إلى كل شخص اخذ حيزاً في قلبي ولم يزل.. انا من اجلكم اكتب .
السبت، 13 فبراير 2016
أدنو إليكَ بشوقٍ يدفعني لا يزول
ثم أرجعُ خطوةٍ خشيةَ الندامه
صمتُكَ سيدي يعذّبُني و يطول
كَأَنَّ ليلَ الغرباءِ لكَ هو السلامه
يا جنّة القلبِ و أنتَ فيهِ تجول
ويّحي أنا العاشقُ تقتلهُ الملامه
ويهزني حرفُك دونَ ان تقول
من نظرةٍ تُمزقني تُحرقني بإبتسامه
أرجلٌ عاشقٌ انتَ أم طفلٌ خجول؟
يخشى أنثى تزوره تُبعثرُ منامه
وا أسفي أنَّي انا الوردُ الذبول
ليسَ يجمعني بك اسماً وعلامه
و أبغضُ الغرامِ
يا صديقي الصمت دون الكلام
صمتٌ باردٌ دون شكوى او ملام
لا تقُل لي قضى حبُّنا هذا ليس فصلُ الختام
اعطني طمأنينة امنحني بعض السلام
كي اصيرُ بقرابةِ مُقلتيك ، بمُحاذاة جفنيك ، بِجانبِ منكبيك ، بين رفوف كُتبكٓ وسقفيك.
لماذا اخترت الصمت بيننا؟ و كأنهُ يُعجبكٓ أن تُضرمُ الحرائقٓ في صدري و يُشعلُ فتيلُ نارٍ في قلبي ، كأنهُ يُريحُكٓ ضجيجُ عقلي و إرتباكي
كيفٓ سكنتٓ في طُرقي ؟ في دروبي التي تقذفني دائماً إليك؟
كيفٓ تبعثُ كُل هذا السكون فيّٓ و تجعلني أراكٓ في أوجه الآتيين و المغادرين ؟
كيفٓ تٓخطو إليَّ ؟ رُغمٓ أني أوصدُ بابي كُلّٓ ليلة خوفاً منك و عليك
لستُ أُدرك أبداً كيفٓ تُعيدُ لي توازني في لحظة إختلال أعيشُها بِقُربكٓ
ولستُ أدري لماذا دائماً إليك أميل .. كأنك تجمعُ ملامحٓ صحبي و اخوتي و والدايّ و أحبتي.
أنا الذي لا حولٓ لي ولا قوة أمامكٓ ،وانا الذي تمضي ساعات أستجمعُ بها قوايٓ وتأتي انتٓ بلحظة تنثرها بين الطرقات في مهب الريح و زحام الكلمات ، لا تقُل لي .. لا تقُل شيئاً فالصمت وحدهُ لغتنا و السكوت تقربّنا كلما زاد سكوننا زاد غرقنا
وأنا أعلم أن كُلّ هذا خوفاً منّا ان نفقدُ أنفسنا نفقدُ برائتنا نفقدُ راحتنا ، مزاحنا وهزلنا ، تفاهاتنا و مشاجراتنا .. نفقدُ مُتعة الصحبة في مقابل أن نعشقُ بَعضُنَا عشقاً أبدياً قطعاً لا يرضخُ لسياسة الوداع ..
أرحني يا صديقي على صدرك أعد لي توازني خذني بثقلي وعيوبي خذني ببساطتي وطفولتي و أعطني ما تبقى من كلام .. فبعضُ الكلامِ لا يضرّنا بقدر ما يوجعنا صمتُ الملام.
اكتُب لأن الكتابة منفى .. اكتُب كلما اجتاحني الحزن ، و زادت رغبتي إليك . ولأني لستُ شُجاعة بما يكفي لأعترف فأنا اكتُب لأتهرب من سؤالك من نظرات امي من ثرثرة نساء الحي من كل شيء حي وغير حي .. وكعادتي التي اُسرف بها فأنا اضعفُ من أن أنكسر أمامك حبّاً .. كنتُ ولا زلتُ أؤومن إنَّا خُلقنا لنتلاشى معاً ننتشي سوياً لا أن أُهزم وحدي لأن رجلاً متردداً مثلك يرفض الإقتراب . امسك بيدي كي تمنح الأشياء معناها لأن كُل شيء يجسدُ تاريخ مشاعري لحظة المس منك قرباً . ولأن الحب يصيرُ اكثر نقاوة عندما نحتفظ بسريتهُ فأنا ما زلتُ احتفظ بك في صدري و اُخفيك خوفاً من فقدان صداقتنا . لأني مُدركة تماماً أن الشعور يفقد قيمتهُ وجماليتهُ في حال لم يَكُن متبادلاً ، "كن صديقي" كثيراً ما رددتها كثيراً ما غنيتها وقصدتُ فيها ان تكون صديقي و حبيبي و طفلي و رجُلي وكل الأشياء التي تمنحني الحياة ، ارفضُ ان يدفعني شعور يحاول الوصول إليك بينما انتٓ رجلاً ساكناً لا يهتز بكٓ شيئاً تجاهي ، ارفض ان أُناضلٓ وحدي أُكافحٓ وحدي و أتحمّلٓ امواجاً تُخبطني وحدي و شطانٌ ترميني وحدي و تكسرني .. تكسرني لأن رجلاً يَخَافُ من القُرب يخاف فقدان ذاته في الحب يخاف ان يُهزم ان يُسحق ان يضعف امام انثى . ولن يعي ابداً أَنِّي لستُ كغيري فأنا لا اطلبُ شيئاً كبيرا لا ولا أُريد أن يبتاع لي مثل غيري سواراً ذهباً او شيئاً ثميناً ، فأقصى ما اتمناه هو أن يحفظ تفاصيلي الصغيرة كأن يردد قصيدة أُحبها ويهديني أغنية ذات قيمة ، أن يقرأُ كتاباً لأني قرأته يحفظُ نصّاً أحفظهُ يستمع لمطرباً يأسرني صوته ، يتذكر تواريخ اعيادي يعشقُ عطراً أعشقهُ يحتفظُ بديوان شعرٍ كتبتٓهُ يوماً و نسيته ، أن ينتمي إلى حضني لحظة يَكُونُ منكسراً ضعيفاً أن اصيرٓ أمه و إخوتهِ و طفلتهِ و وجهاته الأربع وَكُل أنثى تحتويه ، أن اكونَ لَهُ المنفى و الحياة الإجابة و السؤال اللحن و الأغنية الدفىء و الصقيع الشطرُ والبيت و كُل حرفٍ يولدُ حينَ اكتبهُ و يتمزقُ خجلاً حين يقرأه .. أن اكونٓ كُلّ شَيءٍ بالنسبةِ إليه كما هوٓ بالنسبةِ لي كُلّ شيء.
استوطنتَني كما لم يفعل احد سواك ، سكنتني ولم يطمح بذلك من قبلك احد وككل البشر كنتُ يوماً اراكٓ رجلاً عاديّاً و يوم استعبدني حبك وجدتُكٓ مختلفاً ، لم أسعى ابداً للبحث عن حقيقتك ريثما تعمقتُ فيك واكتشفتُك رجلاً غير تقليدي ، رجلاً يحلمُ بأن يعيشني حقيقةً لا وهم ، خنجراً لطيفاً كنت .. تخشى عليَّ من قربك لكي لا تخدشني يوماً او تجرحني ، ابداً لم تعي أن كل شَيءٍ من المعشوق هيّن بإستثناء فراقه ، ما دمتٓ قريباً فهذا وحدهُ يكفيني وإن كنتُ احملُ على كاهلي من الأوجاع ما يكسرني فأنا لأجلِك دوماً اتحمّل ،
كُل حرف اكتبهُ لك الان مهزوم بإنتظارك مثقل بقسوتك ، لا احد يأبه بوجعي و تألمي سوى رسائلي فكلما كتبت إليك يجتاحُها شوقي مندفعاً يستعبدها و تُطيعه بكل ما أوتيت من ضعف وانكسار ، خطئي انا أَنِّي اسرفتُ معك في الحب اندفعتُ كأننا سنغرق معاً ونضيع سوياً .. ابدا لم أكن اتوقع بأنّي وحدي من سيسقط في حافة التيّه لا طوق للنجاة غيرك ، انا لا اذكر متى نُفثت بداخلي روحك ولكنّي اذكر أَنِّ كل شيء في هذا العالم كان يُشير إليك و كل الوجوه العابرة كانت انت كنت طفلي الوحيد وابي و اخوتي و أصدقائي كنتٓ كتابي الذي اخطُ فيه عندما أضعف و زهوري التي اسقيها دوماً بوعود ابتسامتك و دعائي الذي أضمك فيه و أُلحُ بهِ كما تفعلُ امي كنتٓ عطري الذي احفظهُ بصدري و شمسي التي تُشرقُ كل صباح و رسائلي التي انشرُ فيها اسمك دون ذكر و ظلي الذي لا يفارقني وملامحُ الغرباء التي اراك فيها و اتبعثر .. كنتٓ كل ذلك ولا زلت ، لا زلتُ على عهدِكٓ كالبدايات لا أتغير لا أتراجع او اُهزم فأنا الأقوى في حبك و انا الأوفى و الأقرب ، أقصى ما اتمناه الان هو ان تضع رأسك على كتفي و تشكو بصمت فأنا أفهمُ كل ما تحملهُ من نظرة عيناك و رجفة يداك و صمت شفتاك ، كل ما بداخلي مظلم ينتظرك تنتشلني من هذا الخراب تضمُّني حتى نتلاشى سوياً وننتشر معاً .. خذني طفلاً أعادوه لصدر امه خذني الى مدن لطالما حلمت ان أزورها معك خذني و بعثرني في العدم فلم أعد احتملُ ثقل هذا الكوكب ما دامت اراضينا تختلف .
أما سألت نفسكَ عن حالي؟
و كأني أُصبت بعدكَ بالوهن
في ظل غيابُك و ارتحالي
اموت همّاً و غمّاً و غبن
و لو قالوا اللقاء غالي
لدفعتُ من شراييني الثمن
و كيف اُصيبَ بالفتور جمالي؟
و لكن أيقنت أني كمن
يحلم بشيء في السماء عالي
ثم "يُنسى كأنهُ لم يكن"
مصلوبٌ في صدري و بالي
كالغرباءِ من دونِ وطن
و اسألُ بعدكَ ما التالي ؟
كطفلٍ أصابهُ خوفٌ و جبن
و لو سُألت مابي ومالي؟
لقلتُ ليتني لا أراهُ ولا احن
حسبي من قلبٍ خالي
و ماضٍ لوثني بالعفن
ولا يبقى ابد هوى غالي
وحده الموت يهوى و يحن
وانا في صخب الحياة لا زلت اتذكر الحماقة التي اقترفتها بحق نفسي في بدايتنا عندما قلت لك مازحة لا يوجد ما يسمى بالحب في قاموس علاقتنا ولا زلت اتذكر اندهاشك لحظة انتهاء الجملة رغم انك تعلم جيداً طبيعتي الهزلية إلّا انك فضّلت ان تصدقني بدلاً من ان تقفز معي في الأحاديث الى ماهو جدّي اكثر ، لا زالت في ذاكرتي كل الحكايات الساذجة التي كنا نستمتع بها وكل لحظات الاختلال التي لطالما لم نشعر بجنونها الا بعد انتهائها ، لا زالت في مخيلتي الموسيقى التي حركت شيء بداخلي تجاهك لأول مرة .
اجبني .. كيف اسامح خطيئتك؟ كيف أغفرلك انك صدقتني؟
ولماذا اخترت ان نمشي بالزحام كالغريبين وفضّلت ان ننسى او ربما نتناسى ما قد عشناه يوماً وشردنا به؟
وكيف تجرؤ على إنقاذ نفسك من الوحل الذي غرقنا بهِ دون وعيٍ منّا ودون ان تلتفت وتمد يدك إليَّ برفق؟
ورغم اني متعبة من السير في هذه الحياة بدونك لا زلت على امل ولو كان ضئيلاً بأنّي سأتجاوز ولو بصعوبة الحواجز التي خلقناها بيدنا يوماً ، ومهما أبعدتنا التوافه ستجمعنا اغنية او قصيدة ذات يوم ، وبما أَنِّي شخص كثير الإيمان بالصدفة اعلم ان الحياة ستخضع يوماً و تقذفني الى تلك الصدفة التي ستجمعنا حتى وإن أصبحنا لا نعرف بعضنا جيداً ستجذبك رائحة عطري الذي لا أتخلى عنه وسيجعلني
الماضي المتراكم داخلك التفت اليك عنوّة .
كن بخير من أجلي وعدني أنك ستنتظر تلك الصدفة و إن طالت .. مثل انتظاري المتعب هنا .
وكنتٓ انت على عجل ، وأنا لا أطيق إنتظاراً
والشتاء باردٌ جداً وكئيب كعادته القاتلة ، نَحْنُ نجري بعجل خلف شَيءٍ مجهول لا ندري ماهو ولا ندري لماذا؟
لعلّها طبيعة نيويورك السريعة حيث أجري كأني أحاول اللحاق بشيء ثم أدرك أنَّني خرجتُ من منزلي فقط لإستنشاق الهواء .
كُنتٓ تحاول اللحاق بِشَيءٍ ما لا أعلم ماهو وكنت مثلكٓ أجري ولكنّني أخترت الطريق المعاكس علّي أواجهك يوماً ما أخذت أغني "ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعد ما عز اللقاء"
قلت لك سبعين مرة أنني لا أطيق انتظاراً لذلك امتطيت قطار الغرباء ربما يقذفني يوماً إليك ، رغم أن أملي فيك ينقطع رويداً رويداً إلّا أنني لا زلت أحملك في صدري بحميمية محطات القطار و خوف الشعوب وضجر نيويورك ومعمعة الحرائق بيننا والفوضى التي أجد نفسي دائماً في وسطها تائهة أجري الى مالا نهاية حتى أَنِّي من فرط ما سعيت لَكٓ جريّاً سبقت حبات المطر لعينيك ولكنني لم اجد الّا فراغ .
ولأن الحب تجاوزنا مسرعاً عندما كُنت وحيدة ومنسية أنتظركٓ وأنت بعيد .. بعيدٌ جداً تقف بين عتبة التردد والنسيان .
توقفت بعد زمن من التعب و اخذت ألهث لأنني قطعت اميالاً أبحث عن الحب وعنك وعنّا معاً وعن كل التفاصيل التي ستجمعنا يوماً ما .. دون جدوى ، أنا لم أجد سوى نفسي أقف في زاوية ذلك الشارع المليء بالأحلام المبتورة و القصص النحيلة بتفاصيل كبيرة انا هناك امارس هواياتي الصغيرة أستمع لمقطوعات لودوڤيكو و استلهم من صوت أم كلثوم ما سأسطره لك في صباح اليوم التالي من أحلامي البسيطة التي تبتدأ بتقبيلي لأرض القدس محررة وتنتهي برؤيتك ..اقف هنا مثقلة بإنتظارك اين انت عني انا؟
سألتني مرة عن اكثر شيء لا اقاومه
أجبتُكٓ بكل بساطة : النوم .
عدت تسألني بطريقة مزاحك المفخخة : النوم فقط؟ ألا يوجد شيء آخر ؟
كُنتٓ تعلمُ جيداً أنك الشيء الثاني الذي تستحيل مقاومته.
عن تلك الضحكة التي تركض كالخيل الطليق و تختصر كل المسافات و تخترق جميع الحواجز بيننا ، عن النبرة الرجولية التي تمدني بقوة أستطيع بها أن أواجه العالم ، وعن ذلك الخوف المبطن الذي تمارسهُ عليّ بهيئةِ هزل ومزاح ، عن لا مبالاتك التي تُحاول جاهداً بأن تُظهرها لي رغم أَنِّي أَعلمُ جيداً أَنّي أعنيكٓ كثيراً ، عن غضبك غيرتك اهتمامك و كُل الأشياء التي انتظرُها طويلاً وتُخفيها أنت عنوة لسبب أجهلهُ و يُعذبني كثيراً .. و برغم هروبك و تخفيك و رصاصاتك التي تلاحقني دوماً بوحشية ، أنتظركٓ كإنتظار الأمهات لأبنائهن الأسرى ، كإنتظار العشّاق لفصل الشتاء ، و إنتظار الأطفال لحلوى العيد وتلك النوافذ التي أقف بشغف خلفها أنتظر بشوق و احتراق وصولك مع جيوش الآتيين من الخلف .
أطلت التفكير في الإجابة المناسبة لسؤالك عندها رددت بإرتباك و تمعن "وحده النوم الذي لا استطيع مقاومته"
أدرت ظهرك عني و تمتمت بيني وبين نفسي "أنت ومن ثم النوم" ولكنّي أضعف بكثير من أن أنطقها بصوتٍ تسمعه ولغةٍ تفهمُها.
اخترت يوماً أن أعيش كما يحلو لي ، اخترت أن اسافر عبر الزمان عبر المكان عبر كل الأشياء التي تقذفني الى الجمال ، لا سقف لا حدود لا جدار يقمع حريتي لا اريد ان يبصق علي رجل يدّعي بأنه رسولٌ مرسلٌ يشافيني ولا ارضى بأن يقرأ علي أحد حتى يخف دائي لأن أمي علمتني القراءة منذ زمن وأبي علمني الكتابة ، لا احتاج وصاية على ديني عملي او نيتي من احد ، أريد فقط أن يعفيني كل شخص من الوصايا المملة والنصائح المتكررة و النصوص التي حفظتها منذ الصغر و رددتها دون قناعة . احتاج لأن ابروز قناعاتي على جدار يدعى بالحرية دون أن يحمّلني شخص أوزار البشر الذين سيستمتعون بالموسيقى التي أحب او للعزف الذي استمتع بسماعه ، أودّ أن أحتضن كل انسان مثقل بطموحات لا حدود لها إنسان منسّي في الطرف الآخر من العالم وسط شارع ينتقد كل المآره طموحات هذا الحرّ المنسّي ، أريد أن اتثقف ان أعي أن افهم أريد أن أبصر و اقرأ نصوص غريبة دون أن يكفرني أحد او ينعتني بمسميات لا أصل لها في اللغة . لا أحتاج أن تفهمني أنت أنتِ و انتم انا لا أطلب الكثير دعني أعيش كما يحلو لي هذا يكفيني .
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)