-رسالة وداع.
وها نحن نصل لأخر الطريق ، الطريق الذي لم نبتدأه بعد الطريق الذي عبرنا من خلاله جسور الخذلان وكنا اكثر خذلاناً منها . بحثتَ عن دفئي يوم كُنتَ منكسراً وضممتُكَ لأرمم خساراتك لنتلاشى في العدم ولكنني اكتب اليوم وأنا منهكة من نهايتنا التي كانت اقلُ حماساً و وجعاً مما ظننت . في أعرافك لا يعترف الرجال و في أعرافي ينسحبن النساء كم تمنيت ان نصبح "نحن" كم تأملت ان نكون شيء واحد بدل ان يمارس كل منّا حماقاته لوحده . أشعر بأن المدن الميتة أصبحت جزء منّا و الشوارع المهزومة تشبهنا غريبين لم أعد أعرفنا والأغرب أنَّني لم أعد احزن على ما نحن بهِ الآن كم أصبحت تأخذ من وقتنا المجاملات وكم رغبت كثيراً بأن اصرخ لأنني لم أعد أستطيع ان أمارس ما نحن به من تفاهة. ولأنك خنت اللهفة و لأني وفيت للنسيان ولأننا جبناء لم نصنع فرصتنا بشجاعة لأن العالم لم يلحظ ان قصائدي باهتة و ألحاني دون لون و اغنياتي دون صوت لأنك أهديتني الصمت و اطلقتَ عليّ نظراتك البكماء وحرمتني من كلماتك البسيطة ولأنك كنت أضعف بكثير مما تصورت اسمح لهذا القلب بأن ينسحب .. فلينتهي كل شيء قبل ان يبتدأ لم أعد أحتمل الخذلان والخسارة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق