هذه الصلابة التي تمقتها ليست سوا ستار شديد السواد لقلب هش وقلِق. يعتصرني الوجع في كل مرة ارى الحيرة في عينيك التائهاتين وهي تحدقان بصلابتي وجمودي دون ان تأبه لما خلف هذا كله. ان ابسط أحلامي وأصغرها ان تكون نظرتك أعمق من ذلك بكثير ان تخترق كل الحواجز التي تحجب عنك حقيقتي التي من المفترض ان وحدك من يُدركها .. انا اعلم انك تحبّني، ربما اكثر مما احبك، ولكن كم يصعب علي استخفافك بهذه المشاعر الصلبة. انني أُحِب بطريقة باردة ظاهرياً، ولكنها قلقة ومزعجة من الداخل وهذا ما يجلعني اكره ان احب. قال دوستوفيسكي سابقاً "انني مصاب بحمى التفكير" وهذا ما انا مصابة به حقاً. وان لم يكن هذا الحب بقدر ما تحمله انت لي بقلبك، لا زلت أحملك في صدري كذكرى تتجدد كل ثانية، ولا زال في قلبي متسع كبير من الوجد الذي يفوق استيعابي واستيعابك، لا زلت اشهق في حضورك كلقاءنا الأول. انني مثقلة بكل هذه المشاعر المعقدة التي أحملها لك، واشعر بالدوار والتخبط من تفكيري المُفرط بك. ولا زال يؤلمني تجاهلك لي ظَنّاً منك انني قوية في الحب كفاية لأن احتمل كل هذا الجفاء والمسافة. لم تكن عند حسن ظنك عندما ظننت اني شجاعة بالقدر الذي يحتمل فجوة عظيمة كهذه بيننا. هذه الأيام الموحشة التي نغرق تدريجيا في دوامتها تجلعني "أودّ لواتقيأ قلبي".