لستُ وحيدة، ولكنني اشعُر بالوحدة..
قلت لك مؤخراً بما اشعر، لكنك لم تعد تفهمني. لا احد في الحقيقة يفعل.. ربما لأنه إحساس اكبر من استيعابي و إدراكك.
هذا الفراغ الهائل بداخلي كيفَ يُسد؟
هذه الأحاديث العابرة كيف تملئ داخلي بهذه الوَحشَة؟
أعتقدت في مرة انني كلما اتحدث اكثر سأحس بالخفة
ولكنني لا زلت أشعُر ان روحي مثقلة في كل مرة انتهي من حديث.
انني أحاول ان افضي إليك بما في داخلي، ولكن شعور العجز الذي يأكل الحياة في داخلي، مستمر.
هل أحسست يوماً ان كل الذين اعتدت ان تتحدث اليهم لم يعد احد منهم يستطيع فهمك؟ هل وقفت يوماً وجانبك يضج باللذين حولك ومع ذلك لا ترى أحداً منهم، لأن شعوراً ما في داخلك يطغى عليك للحد الذي لا تستطيع فيه استيعاب وجودهم؟ هل احسست بالغربة وانتَ محاط بكل الذين تحبهم ويحبونك؟ هل جربت ان تهرب من كل الذين لطالما كانوا ملجأك الذي دائماً ما تهرب إليه؟ هل تجنبت الحديث عن نفسك لأنك في الواقع لم تعد تعرفها؟ هل اجتاحتك رغبة شديدة بالمشاركة لكنّ شيئاً عميقاً في داخلك منعك بحجج غير منطقية تعجز عن إدراكها؟ هل اوجعتك نظرة الاستنكار من كل الذين تحبهم؟ لأن لم يعد احدا منهم قادرا على الوصول للغربة التي تسكنك؟ هل ارهقتك الصرعات الداخلية مع الوحدة وشعرت انها في الآخر قتلتك؟
أنا يا صديقي بكل هذا شعرت..