الاثنين، 30 مايو 2016

يمضي العمر لا وطن لا احلام
نلملم ملامحنا ونجمع بقايا
ما تركه سوء الحظ والأيام
تحدثني عن صدق النوايا
وأحدثك عن وجعي والحطام 
تسألني عن سري والخبايا؟
جردوا حنجرتي من الكلام
قيدوا حريتنا تركونا عرايا
جعلوا حبنا ذنباً وهو سلام
ابحث عنّا في وجوه المرايا 
والشوارع المكسوّة بالظلام
وعرفتُ بالبحث أننا ضحايا
وطننا الذي بكُرهه لا نُلام 
ومضيت استغفرك كالخطايا
لأنهم ارهقوا حبنا بالحرام..

الجمعة، 27 مايو 2016

كتبت له : 
اعلم ان رسائلي تصلك في الغالب لكنها لا تلامس شعورك اعلم انك تقرأ لكنك لا تكترث ولست الشخص الملام في هذي القضية إنما هي قضيتنا نحن الاثنان حيث اخترنا نوع العلاقة المعقدة منذ حديثنا الأول في المقهى الذي يركن في الزاوية ويقدم قهوتنا المفضلة التي نتشارك في حبها. 
اخترنا ان نمارس حماقات الصغار في البدء ولكننا في نصف الطريق بدأنا نشيخ وأخذنا نتحدث عن السياسة و الحروب والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية و نسينا .. نسينا في ذلك الطريق مشاعرنا نسينا مزاحنا الذي يأخذنا لعالم اخر ، و هزلنا القريب لقلبينا ، نسينا حتى كيف نحب ؟ ، كيف نضحك بعفوية ، نسينا نزواتنا واحاديثنا العابرة ، وانا في غمرة النسيان موقنة تمامًا انك ستراني يومًا ولن تتعرف علي او على ملامحي وتفاصيلي ، لأننا في الحقيقة فضلنا ان نصبح غرباء على ان نتلاشى سَوِيًّا بالحب.
اكتب لك الآن وانا موجوعة من فرط تعاستنا لأننا في المرحلة الأصعب حيث ادرك في هذه اللحظة انك لا تكرهني وفي المقابل لا تُحبني انت تقف مصنمًا في منتصف احساسك المتراكم ولا تشعُر بشيء. اقول لك مرة اخرى لست الشخص المُلام هنا .. الذنب ذنبي أَنِّي في أحلامي تماديت .

كتب لها : إلى صديقتي المحفورة في الذاكرة . 
ها أنا أعود لا لأثبت ان مشاعرنا كانت هراء و نظراتنا كانت نزوات عابرة بل لأثبت لك بأننا اخترنا الإبتعاد لأننا كنا اضعف بكثير من حبنا ، كنّا كثيراً ما نتخبط بالعوائق التي بيننا و الحواجز التي تفصلنا وكنت في البدء احاول السعي اليكِ والغريب لم يهتز بكِ ساكن ربما كبرياءك الذي كسرنا نحن الاثنان . 
وانا أيضًا لا ألومك لكنني في المقابل لن اكف عن العتاب لأنكِ لطالما كنتِ الطرف المتردد في هذه العلاقة المعقدة. 
حبيبتي . صديقتي او اناديكِ بالغريبة ؟  لا يهم..
قلتِ لي مرة أن المسميات لا تعنيك وانها ليست اولوية بالنسبةِ لك وليست بالضرورة التي يجب ان نلتفت اليها ، لكنني اليوم ابدي تعجبي من انزعاجك ببعض المسميات التي بنظرك اقل احساسًا وحماسًا من المسميات التي من المفترض ان اطلقها عليك .
كنتِ الأكثر صرامة في البدء كنتِ الأكثر جبروت وقوة كنتِ كل ذلك وأكثر وهذا ما جعلني اصبح على ما انا عليه الآن وفي اللحظة التي حاولت بها ان اتعالى مثلُك ، سقطتي أنتِ في دوامة الانهزام ، كانت قوتكِ لا تكفي لكلانا وكان كبرياءك لا يكفِ حتى لمنتصف الطريق . في البدء كسرتيني في البدء انهيتي أحلامي في البدء حاولتي الابتعاد في البدء كنتِ تخشين الاقتراب وهذا ما جعلني ابتعد ، وهذا لا يعني اني سعيد الآن ، أوافقك جدًا بأني اقف الآن في المرحلة الأكثر حدة و في منتصف الاحساس المتراكم لا زلت احبك لكننا مؤمنان بإن حبنا ضعيف ومهزوم منذ اللحظة التي ترددتي بها ، حبنا مكسور وليس بإمكاننا إصلاح شيء بعد الآن .
انا أوقن تمامًا بإننا في نهاية المطاف سنعيش هكذا مهزومان امام الخطيئة والأحلام المبتورة و الكبرياء الذي خذلنا والاغنيات التي خناّها والتفاصيل التي حاولنا نسيانها ، والذكريات التي قصدنا تجاوزها بتكبر ، خطان متوازيان يعجزان عن الإلتقاء . لا يتصادمان ابدًا وسيمشيان حتى الموت سيمشيان في الطريق ذاته دون ان يلتقيا .

الخميس، 26 مايو 2016

واضيع في زوبعة الأيام لست املك سوى رسائلي البسيطة و أملي الصغير الذي يدفعني لعناق خيبتي بفرح ومواساه لا نهاية لهما . أحمل معي ذلك الإيمان الذي يجعلني أصدق اننا في نهاية المطاف سنلتقي و أن الإنتظار الطويل وان كان مُتعب يجعلنا اكثر قدرة على تحمّل هشاشة أيامنا المُرهَقة . 


بحق عروبتنا المغتصبة , بحق أصواتنا الهشة , بحق اطفالنا المظلومين وامهاتنا الثكالى , بحق يتمنا وفقرنا وكل معاناتنا , بحق قبلتنا الأولى وعناقنا الأخير , بحق رسائلك العتيقة التي احتفظ بها واقرأها كل ليلة , بحق الحروب التي فرقتنا و الحكومات التي ابادت احلامنا , بحق الذين اُعتُقِلوا ظلماً , بحق حريتنا التي نُهبت و حروفنا التي جفت , بحق صرخاتنا الغير مسموعة , بحق كتاباتي التي صدأت دون ان يقرأها أحد , بحق السلام الذي وعدونا به واخلفوا , بحق موسيقانا المحفورة بالذاكرة ورقصاتنا الحميمية ومواعيدنا التي ملّت من الإنتظار , بحق ما كتبته لي من قصائد ولم تصل لي , بحق ما غنيته لك ولم تستطع سماعه , بحق ما رغبت به وما لم ارغب , بحق ما تمنيت ان تصبح عليه اليوم ولم تصبح , بحق طموحاتك التي أخذوها منك قسرا ودفنوها أمامك عنوة , بحق بكاءك بحرقة أمامي للمرة الأولى , بحق كبريائك الذي لم تسمح لأحد بخدشه , بحق كل قطعة في جسدك احببتني بها , بحق ما أردناه ولم نحصل عليه , بحق أسرارنا وخوفنا وضعفنا وانكسارنا , بحق اشتياقنا الذي لا حيلةَ بيده او بيدنا , بحق رائحة عطرك التي خالطتها رائحة اوطاننا التي خذلتنا , بحق الشوارع والأزقة التي تفرقنا , بحق المسافات البعيدة التي تمنعنا , بحق كل ذلك و أكثر .. قل لي يا صديقي متى نلتقي؟